أسرار مذبحة المنيا*!أصغر الضحايا*:الله* يسامحك* يا بابا*!
صفحة 1 من اصل 1
أسرار مذبحة المنيا*!أصغر الضحايا*:الله* يسامحك* يا بابا*!
أسرار مذبحة المنيا*!
[b]أصغر الضحايا*:الله* يسامحك* يا بابا*! [b]متابعة* : حسين حمزة
[b]اللواء جاد جميل*»حالة من الذهول والدهشة*.. مازالت تفرض نفسها علي أهالي مدينة مغاغة*.. وخاصة سكان منطقة حي العبور*.. بعد وقوع المذبحة البشعة في منزل محمد عطاالله عبدالوهاب المدرس*.. التي انتهت بمصرعه هو وزوجته وابنته طالبة الثانوي واصابة أطفاله الثلاثة تنفيذا لقرار مجنون استبد برأس المدرس وقاده لتنفيذ الجريمة الدرامية*.
المنزل الذي شهد الكارثة*.. تحول الي مزار لعدد كبير من المواطنين*.. يتأملون آثار الحريق علي واجهته*.. تسقط دموعهم حزنا علي مصير الأطفال المساكين الثلاثة الذين يتلقون العلاج وهم في شبه* غيبوبة*.. كأنهم يبحثون عن مهرب ينسيهم ما شاهدوه من جحيم في تلك الليلة السوداء*!«.
[b]كل شيء راح*!
الأب*.. الأم*.. الأخت شيماء تلميذة الثانوي*.. في لحظة مجنونة قبل بزوغ* خيوط الفجر بدقائق*.
البيت الهاديء*.. المعروف في المنطقة بطيبة أهله وحسن خلقهم*.. وقربهم من الله*.. هو نفس البيت الذي شبت داخله ألسنة النيران والناس نيام*.. ووسط لهيب النيران*.. التي حاصرت أسرة المدرس داخل شقتها*.. والأبواب والنوافذ موصدة عليهم*.. الدخان يخنقهم*.. النيران تطاردهم*.. الموت كان سيد الموقف الصعب متمثلا في مشهد الأب الذي تحول في لحظة الي شخص آخر*.. غير محمد الوديع*.. الطيب*.. الهاديء*.. شخص جديد كشر عن أنيابه بشراسة*.. دلف الي* غرفة المعيشة في الثانية فجرا*.. لينفذ قرارا* غير متوقعا أبدا*.. بينما زوجته* »هويدا*« المدرسة الطيبة وحولها أطفالها شيماء*.. وأسامة وأحمد وعبدالرحمن يتفرشون الأسرة والنعاس يغلبهم*.. وبدأ ينفذ جريمته الغريبة بعد أن تأكد أن ضحاياه صاروا محاصرين ومسجونين داخل سجن لن يستطيع أحد أن ينقذهم من المصير الذي اختاره لهم*!
ليه كده؟*!
*> الجريمة كان من الممكن أن تتحول الي لغز* محير*.. غامض*.. يصعب تفسيره*.. لولا المفاجأة المثيرة التي فجرها أصغر ضحايا المذبحة*.. الطفلان الشقيقان أسامة وأحمد لرجال المباحث والنيابة العامة بعد دقائق من نقلهما الي مستشفي مغاغة العام لاسعافهما من الاصابات التي لحقت بهما من حروق تصل نسبتها الي *٥٤٪* في الذراعين وبعض أجزاء من جسديهما وآثار طعنات سكين سطحية في الصدر والظهر*.
*»أخبار الحوادث*« زارت الطفلين المصابين داخل أحد عنابر المستشفي*.. لنستمع لتفاصيل الحادث* - كما وقع* - علي ألسنة شهود العيان والاثبات*.. الذي شاء القدر أن يكونوا أعز الناس وأغلاهم علي الأب*.. القاتل*!
*> كالملائكة*.. كانا نائمين*.. كل في سريره*.. لكنه ليس نوما عاديا طلبا للراحة*.. بل نوما اضطراريا بمساعدة الحقن التي يحقنها الأطباء لتسكين الآلام والجروح الواضحة بجسديهما*.. فهي مهما كانت قسوتها*.. أبدا لن تكون مثل الجرح الأكبر الذي سببه لهما والدهما*!
*> انتظرت* - حتي فتح أسامة عينيه بصعوبة*.. اقتربت منه*.. سألته*:
*>> ايه اللي حصل يا أسامة؟*!
*- بصعوبة أكثر حاول الصغير أن يسكتني بنظرة حزينة صوبها الي*.. لكن فضولي الصحفي دفعني لأمتص بعض أحزانه وألح عليه بنفس السؤال*.
*- قال أسامة*: لا أعرف*.. ليه بابا عمل فينا كده*.. في اليوم ده*.. كانت الأمور عادية خالص*.. لحد ما تناولنا العشاء*.. وبعدها بشوية سمعته يتشاجر مع أمي بسبب مصروف البيت والفلوس ومطالبنا*.. وبعدين الأمور هدأت*.. دخلت أمي لتنام معنا في* غرفة المعيشة المطلة علي الشارع*.. وقبل الساعة *٢ صباحا*.. كنت مازلت يقظا أنا وأحمد أخويا وأخويا الصغير عبدالرحمن* - ٥ سنوات* - فوجئنا ببابا يدخل الغرفة والغضب واضح علي وجهه*.. ممسكا بجركن كيروسين*.. وسكبه بسرعة علي السرير الذي تنام عليه أمي وشقيقتي*.. أنا ظنيت أنه يسكب عليها مياه من قبيل المزاح*.. لكن بسرعة*.. لقيته أشعل النار في السرير*.
*- اشتعلت بسرعة رهيبة*.. وبعدين لقيته ماسك في أيده سكين*.. كنت حاموت من الخوف أنا وأخوتي*.. مش مصدقين اللي بيحصل قدام عنينا ده*.. وبعدين صحت أمي مفزوعة وهي تصرخ من النار*.. اقترب منها وضربها بالسكين في رقبتها*.. اختي صرخت وجت لتهرب من الغرفة*.. جري وراءها وأمسك بها*.. وذبحها بنفس السكين*..!
*> يبكي الصغير بحرقة وهو يحكي المشاهد الصعبة جدا ولا يحتملها بشر وتغلبه الدموع ويستأذنني أن يكف عن الكلام ليعود الي النوم مرة أخري رغما عنه وهو يردد بصوت واهن*!
*> الله يسامحك يا بابا*!
انتظرت مرة أخري حتي يفيق شقيقه أحمد من نومه*.. وبعد أن فتح عينيه*.. بدأت أسأله*.. لأجد نفس رد الفعل منه*.. البكاء*.. ومحاولة الهرب من الاجابة*.. كان يريد أن ينسي ما حدث*.
*>> أكمل أحمد* - ١١ سنة* - الحكاية الحزينة التي عاشها بعينيه قائلا*:
*- وقعت شيماء علي الأرض بعد أن أمسكت بها النيران*.. كان الدخان في هذا الوقت خنق الغرفة*.. أنا واخوتي كنا حنموت من الخوف ومش عارفين نعمل ايه*.. خاصة لما قرب مننا علشان تقبلنا*.. جرينا وسط الدخان علشان نهرب للشارع*.. لكن كل فوجئنا أن كل الأبواب مغلقة*.. وهو يطاردنا بالسكين*.. لدرجة أنه كان* »يهبش*« به وسط سحب الدخان فما أصابني أنا وأخي أسامة*.. حتي اخويا الصغير عبدالرحمن لم ينج من طعنة تلقاها في كف يده*..
احنا مش مصدقين للي حصل ده*.. مش مصدقين ان احنا نجينا من الموت من سكين بابا اللي كنت بحبه قوي*.. بابا طول عمره انسان طيب*.. حنون*.. بيحب ربنا*.. ما بيحبش يزعلنا أبدا*.. ازاي يعمل فينا كل ده في الليلة السودا دي؟*!
*- بصعوبة يكمل أحمد الحكاية الحزينة قائلا؟
المهم*.. ربنا كان رحيما بنا*.. عندما نجح بعض الجيران من دخول الشقة* وانقذونا أنا واخوتي وأنزلونا للشارع من خلال سلم خشبي من البلكونة*.. كنت حموت من الفزع وأنا نازل معاهم وتارك بابا وماما واختي شيماء والنار بتحرقهم*.. ويغلبه البكاء*!
إحنا*.. اللي شفنا الجحيم*! *
*»وسط أهوال الكارثة وألسنة النيران التي* تتصاعد من داخل* غرفة الاعدام بمنزل المدرس*.. تجلت روح شهامة أولاد البلد من الجيران*.. اندفع عدد منهم بسرعة لانقاذ الاسرة*.. تسلقوا السلالم الخشبية*.. وسط سحب الدخان*.. ونجحوا في انقاذ الاطفال الثلاثة من موت تحقق علي أيدي أعز الناس إليهم*.. والدهم*«!.. ماذا قال هؤلاء؟*!
*> أحمد شعبان احد شباب الجيران*.. كان الحزن واضحا علي ملامحه*.. سألته*:
*> ايه اللي حصل؟
*> قال أحمد*:
فوجئنا الساعة الثانية صباحا تقريبا بناس بيقولوا في الشارع*.. »حريقة في بيت الاستاذ محمد*« جريت بسرعة للبلكونة*.. وفوجئت بدخان كثيف يخرج من نافذة الغرفة المطلة علي الشارع*.. لم أشعر بنفس وأنا أجري نحو باب المنزل فوجدته مغلقا من الداخل*.. ولا سبيل لدخول المنزل الا السلالم الخشبية بمعاونة الجيران احضرنا السلم بسرعة*.. وصعدنا للدور الاول*.. فوجئنا أن باب البلكونة مغلق من الداخل*.. احضرنا عتلة حديد وكسرناه*.. لنجد سحبا كثيفة جدا من الدخان تتصاعد من داخل الشقة*.. وظلاما شديدا*.. هبشنا بأيدينا بحثا عن أهل المنزل* حتي أمسكت بالاستاذ محمد الذي كان بيهبش بيديه وسط الدخان وغير طبيعي*.. لكنه دفعني بقوة واختفي مني*.. لاكتشف انه دخل لغرفة الجحيم التي كانت ترقد فيها جثث ابنته هويدا وشيماء وسط النار ليلقي بنفسه وسط النيران ولم نستطع انقاذه*..
يكمل أحمد شعبان*:
كنا ننادي علي الاطفال وسط الظلام والدخان*.. وبمجرد عثورنا عليهم*.. حملناهم وهم منهارون جدا أسامة وأحمد وعبدالرحمن*.. وانزلناهم للشارع من خلال السلم الخشبي*.
طفاية المخبز
*> شاب آخر اسمه* »عادل فرج بطرس*« مسيحي* *- وأقرب جار للمدرس قال*:
*> بمجرد علمي بوجود حريق في منزل الاستاذ محمد اندفعت بسرعة لاتسلق السلم الخشبي خلف جاري* »أحمد شعبان*« وعندما وجدت الدخان خانق والنار تشتعل بسرعة تركت أحمد يبحث عن الاطفال واستعنت بطفاية الحريق الخاصة بالفرن المواجه للمنزل وبسرعة حاصرنا النيران بها واخمدناها*.
*> يكمل عادل*:
بصراحة انا مش مصدق الجحيم اللي شفته بعيني*.. كنت في منتهي الحزن لاني لم استطع انقاذ الاستاذ محمد وزوجته وابنته من الموت*.. لانه للأسف النار سبقتنا وقتلتهم*.. والحقيقة المنطقة كلها في حالة حزن* غير عادية علي هذه الاسرة الطيبة*.. كلنا مش مصدقين أن يكون ده مصيرهم*!
*> الدكتور رأفت أحمد نجاتي*:
*> قال*: حمدنا الله ونحن نستقبل الاطفال الثلاثة من خلال السلم الخشبي انهم مازالوا علي قيد الحياة رغم اصاباتهم*.. وكنا نأمل أن [/b][/b][/b]
__________________
طلب+رجاء
[/b][b]أصغر الضحايا*:الله* يسامحك* يا بابا*! [b]متابعة* : حسين حمزة
[b]اللواء جاد جميل*»حالة من الذهول والدهشة*.. مازالت تفرض نفسها علي أهالي مدينة مغاغة*.. وخاصة سكان منطقة حي العبور*.. بعد وقوع المذبحة البشعة في منزل محمد عطاالله عبدالوهاب المدرس*.. التي انتهت بمصرعه هو وزوجته وابنته طالبة الثانوي واصابة أطفاله الثلاثة تنفيذا لقرار مجنون استبد برأس المدرس وقاده لتنفيذ الجريمة الدرامية*.
المنزل الذي شهد الكارثة*.. تحول الي مزار لعدد كبير من المواطنين*.. يتأملون آثار الحريق علي واجهته*.. تسقط دموعهم حزنا علي مصير الأطفال المساكين الثلاثة الذين يتلقون العلاج وهم في شبه* غيبوبة*.. كأنهم يبحثون عن مهرب ينسيهم ما شاهدوه من جحيم في تلك الليلة السوداء*!«.
[b]كل شيء راح*!
الأب*.. الأم*.. الأخت شيماء تلميذة الثانوي*.. في لحظة مجنونة قبل بزوغ* خيوط الفجر بدقائق*.
البيت الهاديء*.. المعروف في المنطقة بطيبة أهله وحسن خلقهم*.. وقربهم من الله*.. هو نفس البيت الذي شبت داخله ألسنة النيران والناس نيام*.. ووسط لهيب النيران*.. التي حاصرت أسرة المدرس داخل شقتها*.. والأبواب والنوافذ موصدة عليهم*.. الدخان يخنقهم*.. النيران تطاردهم*.. الموت كان سيد الموقف الصعب متمثلا في مشهد الأب الذي تحول في لحظة الي شخص آخر*.. غير محمد الوديع*.. الطيب*.. الهاديء*.. شخص جديد كشر عن أنيابه بشراسة*.. دلف الي* غرفة المعيشة في الثانية فجرا*.. لينفذ قرارا* غير متوقعا أبدا*.. بينما زوجته* »هويدا*« المدرسة الطيبة وحولها أطفالها شيماء*.. وأسامة وأحمد وعبدالرحمن يتفرشون الأسرة والنعاس يغلبهم*.. وبدأ ينفذ جريمته الغريبة بعد أن تأكد أن ضحاياه صاروا محاصرين ومسجونين داخل سجن لن يستطيع أحد أن ينقذهم من المصير الذي اختاره لهم*!
ليه كده؟*!
*> الجريمة كان من الممكن أن تتحول الي لغز* محير*.. غامض*.. يصعب تفسيره*.. لولا المفاجأة المثيرة التي فجرها أصغر ضحايا المذبحة*.. الطفلان الشقيقان أسامة وأحمد لرجال المباحث والنيابة العامة بعد دقائق من نقلهما الي مستشفي مغاغة العام لاسعافهما من الاصابات التي لحقت بهما من حروق تصل نسبتها الي *٥٤٪* في الذراعين وبعض أجزاء من جسديهما وآثار طعنات سكين سطحية في الصدر والظهر*.
*»أخبار الحوادث*« زارت الطفلين المصابين داخل أحد عنابر المستشفي*.. لنستمع لتفاصيل الحادث* - كما وقع* - علي ألسنة شهود العيان والاثبات*.. الذي شاء القدر أن يكونوا أعز الناس وأغلاهم علي الأب*.. القاتل*!
*> كالملائكة*.. كانا نائمين*.. كل في سريره*.. لكنه ليس نوما عاديا طلبا للراحة*.. بل نوما اضطراريا بمساعدة الحقن التي يحقنها الأطباء لتسكين الآلام والجروح الواضحة بجسديهما*.. فهي مهما كانت قسوتها*.. أبدا لن تكون مثل الجرح الأكبر الذي سببه لهما والدهما*!
*> انتظرت* - حتي فتح أسامة عينيه بصعوبة*.. اقتربت منه*.. سألته*:
*>> ايه اللي حصل يا أسامة؟*!
*- بصعوبة أكثر حاول الصغير أن يسكتني بنظرة حزينة صوبها الي*.. لكن فضولي الصحفي دفعني لأمتص بعض أحزانه وألح عليه بنفس السؤال*.
*- قال أسامة*: لا أعرف*.. ليه بابا عمل فينا كده*.. في اليوم ده*.. كانت الأمور عادية خالص*.. لحد ما تناولنا العشاء*.. وبعدها بشوية سمعته يتشاجر مع أمي بسبب مصروف البيت والفلوس ومطالبنا*.. وبعدين الأمور هدأت*.. دخلت أمي لتنام معنا في* غرفة المعيشة المطلة علي الشارع*.. وقبل الساعة *٢ صباحا*.. كنت مازلت يقظا أنا وأحمد أخويا وأخويا الصغير عبدالرحمن* - ٥ سنوات* - فوجئنا ببابا يدخل الغرفة والغضب واضح علي وجهه*.. ممسكا بجركن كيروسين*.. وسكبه بسرعة علي السرير الذي تنام عليه أمي وشقيقتي*.. أنا ظنيت أنه يسكب عليها مياه من قبيل المزاح*.. لكن بسرعة*.. لقيته أشعل النار في السرير*.
*- اشتعلت بسرعة رهيبة*.. وبعدين لقيته ماسك في أيده سكين*.. كنت حاموت من الخوف أنا وأخوتي*.. مش مصدقين اللي بيحصل قدام عنينا ده*.. وبعدين صحت أمي مفزوعة وهي تصرخ من النار*.. اقترب منها وضربها بالسكين في رقبتها*.. اختي صرخت وجت لتهرب من الغرفة*.. جري وراءها وأمسك بها*.. وذبحها بنفس السكين*..!
*> يبكي الصغير بحرقة وهو يحكي المشاهد الصعبة جدا ولا يحتملها بشر وتغلبه الدموع ويستأذنني أن يكف عن الكلام ليعود الي النوم مرة أخري رغما عنه وهو يردد بصوت واهن*!
*> الله يسامحك يا بابا*!
انتظرت مرة أخري حتي يفيق شقيقه أحمد من نومه*.. وبعد أن فتح عينيه*.. بدأت أسأله*.. لأجد نفس رد الفعل منه*.. البكاء*.. ومحاولة الهرب من الاجابة*.. كان يريد أن ينسي ما حدث*.
*>> أكمل أحمد* - ١١ سنة* - الحكاية الحزينة التي عاشها بعينيه قائلا*:
*- وقعت شيماء علي الأرض بعد أن أمسكت بها النيران*.. كان الدخان في هذا الوقت خنق الغرفة*.. أنا واخوتي كنا حنموت من الخوف ومش عارفين نعمل ايه*.. خاصة لما قرب مننا علشان تقبلنا*.. جرينا وسط الدخان علشان نهرب للشارع*.. لكن كل فوجئنا أن كل الأبواب مغلقة*.. وهو يطاردنا بالسكين*.. لدرجة أنه كان* »يهبش*« به وسط سحب الدخان فما أصابني أنا وأخي أسامة*.. حتي اخويا الصغير عبدالرحمن لم ينج من طعنة تلقاها في كف يده*..
احنا مش مصدقين للي حصل ده*.. مش مصدقين ان احنا نجينا من الموت من سكين بابا اللي كنت بحبه قوي*.. بابا طول عمره انسان طيب*.. حنون*.. بيحب ربنا*.. ما بيحبش يزعلنا أبدا*.. ازاي يعمل فينا كل ده في الليلة السودا دي؟*!
*- بصعوبة يكمل أحمد الحكاية الحزينة قائلا؟
المهم*.. ربنا كان رحيما بنا*.. عندما نجح بعض الجيران من دخول الشقة* وانقذونا أنا واخوتي وأنزلونا للشارع من خلال سلم خشبي من البلكونة*.. كنت حموت من الفزع وأنا نازل معاهم وتارك بابا وماما واختي شيماء والنار بتحرقهم*.. ويغلبه البكاء*!
إحنا*.. اللي شفنا الجحيم*! *
*»وسط أهوال الكارثة وألسنة النيران التي* تتصاعد من داخل* غرفة الاعدام بمنزل المدرس*.. تجلت روح شهامة أولاد البلد من الجيران*.. اندفع عدد منهم بسرعة لانقاذ الاسرة*.. تسلقوا السلالم الخشبية*.. وسط سحب الدخان*.. ونجحوا في انقاذ الاطفال الثلاثة من موت تحقق علي أيدي أعز الناس إليهم*.. والدهم*«!.. ماذا قال هؤلاء؟*!
*> أحمد شعبان احد شباب الجيران*.. كان الحزن واضحا علي ملامحه*.. سألته*:
*> ايه اللي حصل؟
*> قال أحمد*:
فوجئنا الساعة الثانية صباحا تقريبا بناس بيقولوا في الشارع*.. »حريقة في بيت الاستاذ محمد*« جريت بسرعة للبلكونة*.. وفوجئت بدخان كثيف يخرج من نافذة الغرفة المطلة علي الشارع*.. لم أشعر بنفس وأنا أجري نحو باب المنزل فوجدته مغلقا من الداخل*.. ولا سبيل لدخول المنزل الا السلالم الخشبية بمعاونة الجيران احضرنا السلم بسرعة*.. وصعدنا للدور الاول*.. فوجئنا أن باب البلكونة مغلق من الداخل*.. احضرنا عتلة حديد وكسرناه*.. لنجد سحبا كثيفة جدا من الدخان تتصاعد من داخل الشقة*.. وظلاما شديدا*.. هبشنا بأيدينا بحثا عن أهل المنزل* حتي أمسكت بالاستاذ محمد الذي كان بيهبش بيديه وسط الدخان وغير طبيعي*.. لكنه دفعني بقوة واختفي مني*.. لاكتشف انه دخل لغرفة الجحيم التي كانت ترقد فيها جثث ابنته هويدا وشيماء وسط النار ليلقي بنفسه وسط النيران ولم نستطع انقاذه*..
يكمل أحمد شعبان*:
كنا ننادي علي الاطفال وسط الظلام والدخان*.. وبمجرد عثورنا عليهم*.. حملناهم وهم منهارون جدا أسامة وأحمد وعبدالرحمن*.. وانزلناهم للشارع من خلال السلم الخشبي*.
طفاية المخبز
*> شاب آخر اسمه* »عادل فرج بطرس*« مسيحي* *- وأقرب جار للمدرس قال*:
*> بمجرد علمي بوجود حريق في منزل الاستاذ محمد اندفعت بسرعة لاتسلق السلم الخشبي خلف جاري* »أحمد شعبان*« وعندما وجدت الدخان خانق والنار تشتعل بسرعة تركت أحمد يبحث عن الاطفال واستعنت بطفاية الحريق الخاصة بالفرن المواجه للمنزل وبسرعة حاصرنا النيران بها واخمدناها*.
*> يكمل عادل*:
بصراحة انا مش مصدق الجحيم اللي شفته بعيني*.. كنت في منتهي الحزن لاني لم استطع انقاذ الاستاذ محمد وزوجته وابنته من الموت*.. لانه للأسف النار سبقتنا وقتلتهم*.. والحقيقة المنطقة كلها في حالة حزن* غير عادية علي هذه الاسرة الطيبة*.. كلنا مش مصدقين أن يكون ده مصيرهم*!
*> الدكتور رأفت أحمد نجاتي*:
*> قال*: حمدنا الله ونحن نستقبل الاطفال الثلاثة من خلال السلم الخشبي انهم مازالوا علي قيد الحياة رغم اصاباتهم*.. وكنا نأمل أن [/b][/b][/b]
__________________
طلب+رجاء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى